استخدام الجوال أثناء الطواف يفقد المعتمر الخشوع والإكثار من الدعاء
مكة المكرمة، تحقيق- خالد الجمعي
ما أن ينتهي المصلون في المسجد الحرام من الصلاة حتى تبدأ وبعد دقائق قليلة من التسبيح موجة هائلة من الاتصالات باستخدام الهاتف الجوال أشبه ب"تسونامي كاسح"، وقد يجد البعض صعوبة في إجراء أي اتصال، أو عدم القدرة على الاتصال نهائياً، بسبب الضغط على الشبكة، وحتى لو تم الاتصال فإنه بالكاد يستطيع الشخص التحدث، بسبب ارتفاع أصوات المتحدثين عبر هواتفهم النقالة.
مئات الآلاف من المعتمرين يستفيدون من خدمة الهاتف الجوال أثناء وجودهم في المسجد الحرام وساحاته، الأمر الذي يظهر نماذج جديدة من السلوك العام، في حين يرى البعض أنه من المستحيل الاستغناء عن فوائد هذه الخدمة المهمة في الفترة التي يقضيها داخل المسجد الحرام حتى وإن كان مشغولاً بالعبادة فقط، ويرى البعض الآخر أن هناك كما كبيرا من التصرفات المزعجة الناتجة من استخدام الهاتف الجوال أثناء وجود بعض المعتمرين في المسجد الحرام، وتحديداً أثناء أداء نسك العمرة، حيث رصدت "الرياض" من يتحدثون بالجوال ولوقت طويل أثناء الطواف بالبيت العتيق، وآخرون يرسلون رسائل نصية، أو يستغلون طول المسعى لمكالمة الأهل والأصدقاء، وربما متابعة المشروعات التجارية..كل ذلك وهم يؤدون نسك العمرة.
حالة أخرى أثناء دخول المصلين أوخروجهم من المسجد الحرام - وإن كنا نجزم عدم تعمد الناس إيذاء الآخرين حولهم- فإن المشكلة في هذه الحالة ليست في التصرف بحد ذاته، بل في ارتفاع عدد مرات حدوثها، بسبب الكثافة البشرية العالية في هذه المنطقة الصغيرة، وللمثال: فإن لحظة خروج الناس من الصلاة هي لحظة حساسة جداً بسبب ضغط الازدحام على مسارات وبوابات المسجد الحرام، ويعاني الناس كثيراً من تعطل تدفق الحشود بسبب وجود عدد من الأفراد يتحدثون في هواتفهم الجوالة، بل ويتوقفون للحظات للتركيز على المكالمة وينسون وجودهم في نهر متدفق من الحشد أو أمام بوابات الخروج مباشرةً، الأمر الذي يسبب تعطل انسياب الحركة عند تكرره بشكل كبير.